عصية على الحزن ولا يطرق البكاء باب عينيها
شقيقة الفرح وصديقاتها بساتين سماوية
شمس النهار تدل عليها عند الشروق وعند الغروب تشعل قنديلها
تسامر النجوم تراقص القمر عند ميدان غزالتها
هي طرابلس ..
حيث تلتقي الأماني وأحلام ليلة البارحة
تغزل من الضياء وشاحها ومن الحرير عباءتها وعلى فمها تضع ابتساماتها
توزع بمسرة حلواها على أطفالها وتطعم نوارس بحرها بريق جبهتها
وعلى طاولة الوقت تكتب سيرتها الذاتية
تنقش في سِفر التاريخ صورتها
تشكل من ملاحم بطولة فرسانها لوحتها
وتسرد على أناسها الخلص قصص من عبروا
وتروي لأهل الأرض أسطورة وجودها
منذ بدء الخلق ومبتدأ الوجود وأول العشق وحتى آخر خبر لها
وفكرة نبتها في الحياة حتى صارت اليوم مدينة تشد الخطوات إليها
وصار لها حساد وحاقدين وحذاق برؤوس مقفلة.
هذه طرابلس يا كرام...
من شرفة سرايتها طردت غزاة الأرض من صفر وحمر وسود مناكيد
وأفردت للشمس وللقمر ومصابيح شوارعها لجدرانها ظلالا ترسم صورتها
وترفع أذان الصلاة لله فقط من أعالي مآذنها
غير عابئة بنزق غلمانها وسفسطة من تعلم عشرة أحرف ونسى منها ثمانية
وهرطقة الذين يغلفون رؤوسهم بالعمائم يدسون جهالتهم وهي بهم أعلم
وهي صعبة المراس لمن أراد ترويضها
فلطرابلس ما يكفي من الحبال لنشر غسيل الذي حاول تطويعها
وأرضها شاسعة للأفاقين وبحرها يكفي لغرق ألف مليون دكتاتور
فمن لم تكن على هواه عليه منه يشرب
ولديها صبر الحلماء وغضبهم كافة
ويمكنها بيع المارقين عليها للريح في سوق جمعتها.
إنها طرابلس أيها السادة ................
تسخر مِن مَن يدعي أنه حارسها وعين الله ترعاها
تمسك ملائكته يدها وتقودها إلى المجد فالله يحبها هكذا كما أرادت مشيئته
سؤدد ومقام كريم رغد عيشها
حلو كالعسل كل ما فيها وعلى الذئاب مُر لحمها
وافر خيرها مكتفية بالذي هي فيه من مجد تليد كل ربيع يزداد رسوخا
فهي واحد لا ينحني من حديد حتى بالنار لا يلين عنيدة لا تهزها عاصفة
إنها المدينة وحدها لليبيا العاصمة فهي الأكبر
لا كبير فوق عرشها غير الله ولا حبيب لها غير أناسها الذين في حبها تفننوا
أطعموها شهد أيامهم ، أناروا الطريق لها
أقعدوها على قلبهم بعد أن أفسحوا لها مجلسها
ولتزداد صحواً سكبوا دمهم في كاسها خمرا ً في جرارهم تعتق
رجال أحبوها وعشقوا نسائها اللواتي بجمال لا يشيخ بل يتجدد
ينجبن رجالا يستعدون لألف معركة للتحرير
وهم كالبركان إذا ثار وتفجر فحممه لا تبقي ولا تدر.
أطرابلـــــــــــس ....
كما ينطقها لسان أهلها من تاجوراها وجنزورها وسواني جنوبها
والحب يتآخم مع حدودها للجهات الأصلية للقلب
كل من أبدع شيئا كانت له الملهمة بل هي للفكرة أساسها
فيال روعتها وبريق بهجتها وهدوءها الرهيب ومهابة جلالاتها في نفوسنا حاضرة
وعذوبة صوت اسمها على لساننا عندما نلفظه ترقص ليبيا انتشاءً وطربا
هذه طرابلس..
أحلى من السكر والعسل والشهد بل هي أشهى
عصية عن الحزن والدمع وعن الوصف وهي الأبهى
حتى أنك تحتار كيف تقولها ولسانك يتلعثم
فهي أكبر بعد الله مبدعها، وبعد محمد رسوله الذي اصطفى
فصلوا عليه وكفى.............
أه ما أحلكى طرابلس الغاليـــــة وياليبيـــا يابلادى...
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق